الخميس 17 أغسطس 2023 – 12:00 ص
وضع القراءة
قال المحلل السياسي رشيد لبكر، بخصوص استرجاع وادي الذهب، إن “كثيرا ممن يأذنون لأنفسهم بالخوض في قضية الصحراء المغربية، لديهم جرأة كبيرة على الكلام في موضوع يجهلون عنه العديد من التفاصيل، أو يعيدون فيه نفس كلام خصومنا بلا تمحص ولا تدقيق”.
وأوضح لبكر ضمن مقال تحليلي له، يومه (الأربعاء) أن “المغرب لم يسبق له قط أن تنازل عن إقليم وادي الذهب لموريتانيا ولا غيرها، ومن يوظفون هذا الوهم ضد مصالح المغرب، يسقطون مع الأسف في المغالطات التي يروج لها خصوم وحدتنا”.
والصحيح، بحسبه، أن “الاتفاف الثلاثي بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا لانسحاب هذه الأخيرة من الأراضي المغربية والذي تم تحت غطاء أممي، كان من بنوده تقسيم الصحراء ظلما بين المغرب وموريتانيا، على أساس ان للمغرب إقليم الساقية الحمراء ولموريتانيا وادي الذهب وقد وافق المغرب على مضض”.
وأشار إلى “أنه كانت هناك استراتيجيته خذ ثم طالب، لكن في سنة 1979 عندما قررت موريتانيا الانسحاب بفعل المشاكل الكثيرة والتحرشات العسكرية التي شنتها جبهة البوليساريو مدعومة بالجيش الجزائري لإرغامها علي الانسحاب”.
وأضاف المحلل السياسي، أنه و”لأن المغرب دولة تحترم تعهداتها وتراعي حرمة الاتفاقيات التي تبرم بين الدول وليس بين العصابات، فقد بقي على الحياد، ولكن عندما قررت موريتانيا الانسحاب قرر الدخول إلى وادي الذهب لاستكمال وحدته الترابية لأن هذا هو الأصل والوضع الطبيعي”.
وشدد المصدر ذاته، على أن “البوليساريو ونظام الجزائر طار عقلهما وقررا شن حملة عسكرية مشتركة بينهما للقضاء على الوجود المغربي “يعني يتغداو بيه قبل ما يتعشى بيهما”، لا سيما وقد كانا على علم بأن القاعدة المغربية الوحيدة بالمنطقة لا تتوفر علي الجنود الكافين لوقف زحف المتربصين”.
وزاد، أنه “وفي انتظار ما إن تصل الإمدادات تكون المعركة قد حسمت لصالحهم، كانت هذه هي خطتهم، وقد خاب ظنهم والحمد لله، أمام بسالة ويقظة واستماتة الجنود المغاربة مدعمين بالغطاء الجوي للطيران الحربي، فما لبثت كفة المعركة أن مالت لصالح المغرب الذي كسب الحرب ودحر العصابة المدعومة بنظام الجزائر”.
وأشار إلى أن” المعركة انتهت وعلق العلم المغربي في كل ربوع الصحراء، بعدها طار أعيان الصحراء إلى الرباط ليعلنوا مبايعتهم لجلالة الملك يوم 14 غشت من سنة 1979 مؤكدين العودة النهائية لإقليم وادي الذهب إلى حضيرة الوطن الأم، وليصبح هذا اليوم عيدا وطنيا يحتفل به كل سنة”.