استقبل، اليوم الثلاثاء بمقر الأكاديمية الوطنية للطب بباريس، البروفيسور إدريس الموساوي، الأستاذ الفخري للطب النفسي بجامعة الدار البيضاء والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي الاجتماعي، بصفته العضو المنتسب الأجنبي الجديد لهذه المؤسسة المرموقة.
وجرى انتخاب البروفيسور الموساوي، الذي سبق انتخابه عضوا مراسلا أجنبيا للأكاديمية الوطنية للطب عام 2006، عضوا منتسبا أجنبيا في هذه المؤسسة العلمية الفرنسية يوم 26 شتنبر الماضي.
ويشغل هذا المنصب 60 شخصا فقط من جميع أنحاء العالم، وفي مختلف التخصصات. والبروفيسور الموساوي هو المغربي والمغاربي الوحيد في هذه الفئة، الأعلى في الأكاديمية الوطنية للطب بالنسبة للأعضاء الأجانب.
وجرى استقبال البروفيسور المغربي وأعضاء أجانب جدد آخرين منتخبين سنة 2023، من قبل رئيس الأكاديمية الوطنية للطب، جان بيير غولي، خلال جلسة رسمية انعقدت يومه الثلاثاء بمقر الأكاديمية، تميزت بتقديم الجائزة الأدبية للمؤسسة وإعلان الفائزين وتسليم الجوائز العلمية لعام 2023.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال البروفيسور الموساوي إنه تشرف كثيرا بهذا الانتخاب، الذي يشكل في الآن ذاته مسؤولية كبيرة، مضيفا أن هذا الانتخاب هو بمثابة تكريم واعتراف لمسيرته العلمية الطويلة والعمل الذي أنجزه لتطوير الطب في المغرب والعالم.
ودعا العضو الجديد في الأكاديمية الوطنية للطب إلى مزيد من الانفتاح الدولي لهذه المؤسسة الفرنسية وإدماج المزيد من المغاربة في عملها، مشددا على أهمية تمكين المغرب من أكاديمية للطب كمؤسسة مسؤولة عن تطوير البحث الطبي والقطاع الصحي في المملكة.
وفي تصريح مماثل، أكد رئيس الأكاديمية، جان بيير غولي، أن انتخاب البروفيسور الموساوي يعتبر حدثا “مهما” وأمرا “مشروعا تماما”، نظرا لالتزام البروفيسور “النشط للغاية” ومشاركته الدؤوبة في دورات وأعمال الأكاديمية.
وأضاف غولي: “بالنظر إلى خصاله، بدا لنا طبيعيا أن يبلغ مستوى أعلى في أكاديميتنا، وأن يكون عضوا منتسبا، وهو ما يعادل رتبة عضو كامل بالنسبة لزملائه الفرنسيين”، مشيرا إلى أن ترشيحه تم اعتماده بالإجماع.
وكان إدريس الموساوي، أستاذ الطب النفسي لمدة 34 عاما في كلية الطب بالدار البيضاء، طبيبا متدربا في مستشفى “سانت آن” في باريس من 1973 إلى 1978، قبل أن يحصل على شهادة التبريز في الطب النفسي، في باريس عام 1980.
وأنشأ وترأس المركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء (1979-2013)، والذي أصبح مركزا متعاونا مع منظمة الصحة العالمية منذ عام 1992، والهيكل الوحيد من هذا النوع في المنطقة المغاربية.
وألف البروفيسور الموساوي، الذي ترأس الجمعية المغربية للطب النفسي واتحاد الأطباء النفسيين العرب وكذلك الجمعية العالمية للطب النفسي الاجتماعي (2010-2013)، أكثر من 180 منشورا دوليا، كما قام بتأليف أو أشرف على تأليف 12 كتابا، وهو عضو في العديد من هيئات التحرير المتخصصة، بما في ذلك المجلة المرموقة “ورلد سايكيتري” (World Psychiatry).
يذكر أن الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا هي وريثة الأكاديمية الملكية للجراحة، التي أسسها لويس الخامس عشر عام 1731، والجمعية الملكية للطب، التي تأسست عام 1778 في عهد لويس السادس عشر، وكذا الأكاديمية الملكية للطب، المحدثة بمبادرة من البارون بورتال، من قبل لويس الثامن عشر.
وبقرار بتاريخ 29 يناير 1947، أصبحت الأكاديمية الملكية للطب، “الأكاديمية الوطنية للطب”. وتجمع هذه المؤسسة الأطباء والجراحين وعلماء الأحياء والصيادلة والأطباء البيطريين المعترف بهم لعملهم العلمي والمسؤوليات التي يتحملونها في مجال الصحة.