مصرع طفلتين بلسعة عقرب يفيض كأس الغضب نواحي زاكورة
خرج عدد كبير من أفراد القبيلة السلالية “امسوفا”، المتواجدة بمنطقة “الفايجة امسوفا”، التي تبعد عن إقليم زاكورة بحوالي 20 كيلومترا، في مسيرة احتجاجية، صباح أول أمس الاثنين، في اتجاه عمالة الإقليم، للتعبير عن غضبهم من وفاة طفلتين خلال الأسبوع الماضي، نتيجة تعرضهما للسعة عقرب، وفشل التدخلات الطبية التي خضعتا لها في إنقاذ حياتهما.
وعن تفاصيل وخلفيات احتجاج ساكنة المنطقة، قال يوسف الحنصالي، النائب السابق لأراضي الجموع للجماعة السلالية “امسوفا”، في تصريح لـ”بلادنا24“، إن “سكان منطقة “الفايجة” الفلاحية أسدوا خدمات للدولة، بإعطائها أراضيهم لإنجاز مشروع المطار والحزام الأخضر والثكنات العسكرية ومشروع “نور” للطاقة الشمسية، ومنحها بئرين لتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب، ودائما كانت تعطى وعود لهم باستفادة منطقتهم من نسبة قليلة من التنمية”، وفق تعبيره.
وأوضح الحنصالي، أن “المنطقة لا تتوفر على متر واحد من الطريق المعبدة، ويعني ذلك وعورة المسالك، وتفتقد لجميع ضروريات الحياة، بما فيها مستوصف صحي، ودار الأمومة، وشبكة الهاتف النقال، مع العلم أنها أقرب منطقة للمجال الحضري. وخلال السنوات الأخيرة، كنا نخرج إلى الساكنة بعد التحاور مع المسؤولين، ونقول لها إنه تقرر هذه السنة الشروع في تنمية المنطقة”.
وتابع المتحدث موضحا، “ومن ضمن ذلك محضر سنة 2018 الذي وقع عليه والي الجهة وعامل الإقليم وجميع رؤساء المصالح، وينص على أنه مقابل البئرين اللذين أخذتهما الجهات الوصية من الساكنة، سيتم إقامة مشاريع تنموية بالمنطقة، ولكن على أرض الواقع “ما كاين حتى حاجة”، وظل المحضر رهين الأرشيف، وبعد ذلك كانت هناك مجموعة من اللقاءات المتتالية مع السلطة الإقليمية، وكانت هناك وعود لم يتم الوفاء بها صراحة”، على حد قوله.
واعتبر النائب السلالي السابق، أن “الناس فقدوا الثقة في المنتخبين وغيرهم، ونتيجة لذلك وقعت هذه الانتفاضة العفوية، وسببها الطفلتان هبة وصفاء، ضحيتا الإقصاء والتهميش اللتان فارقتا الحياة خلال 24 ساعة بلسعة عقرب، بمستشفى ورزازات وزاكورة، عن عمر لم يتجاوز السنة الثالثة، وهما مجرد النقطة التي أفاضت الكأس لدى الساكنة”.
وكشف المتابع للشأن المحلي بالمنطقة سالفة الذكر، أن “رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة حاصروا المحتجين على بعد حوالي كيلومتر ونصف من عمالة زاكورة، لمنعهم من الوصول إليها، وتدخلنا باعتبارنا ممثلي أراضي الجموع لقبيلة “امسوفا” إلى جانب منتخبي القبيلة لإخبار الساكنة باستدعائنا من طرف عامل الإقليم لعقد جلسة حوار”.
والمطالب الأساسية لساكنة “الفايجة”، بحسب الحنصالي، تتمثل في شبكة الهاتف المحمول، وسيارة الإسعاف، ومركز صحي، وتعبيد الطرقات، لافتا إلى أن غياب العدالة المجالية، والتوزيع العادل للمشاريع التنموية بالإقليم، أدى إلى وجود منطقة “كتشبع” تدشينات ومشاريع، بينما منطقة أخرى لا توجد بها مشاريع تنموية “بالبت والمطلق”، على حد تعبيره.