خلقت التشكيلة الجديدة التي جاء بها نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على مستوى اللجنة التنفيذية، عدة تساؤلات داخل الحزب وخارجه، خصوصا بعد إقصاء عدد من الأسماء البارزة والتي كانت مطروحة بقوة للتواجد داخل قيادة الحزب في الولاية الثانية لبركة.
ومن بين الأسماء الوازنة التي كانت مطروحة بقوة والتي سقطت من لائحة بركة، عبد الواحد الأنصاري، رئيس جهة فاس مكناس، بالإضافة إلى شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني السابق للحزب، ونور الدين مضيان، الرئيس السابق للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلة، وخديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، وأسماء بارزة أخرى كفؤاد القادري وعبد القادر الكيحل، بالإضافة إلى الوزيرة باسم الحزب، عواطف حيار.
هل يريد بركة القطع مع منطق التيارات؟
وتثير التشكيلة الحالية للجنة التنفيذية عددا من التساؤلات حول التفاهمات التي أفرزت هذه اللائحة من الأسماء، خصوصا مع حضور عدد من قيادات الصف الثاني وأخرى لم تكن مطروحة، حيث وحسب بلاغ الحزب الذي صدر عقب ختام اجتماع مجلسه الوطني السبت 5 أكتوبر 2024، فقد تم تجديد قيادة الحزب بنسبة بلغت أكثر من 50 في المائة.
وأوضح مصدر قيادي من داخل حزب الاستقلال، لـ”الأول”، فضل عدم ذكر إسمه، أن الرهان المطروح على نزار بركة الآن بعد أن حدّ من امتداد الأسماء المحسوبة على التيارات القوية، كتيار حمدي ولد الرشيد، هو إيجاد امتداد تنظيمي للأسماء الجديدة التي انضمت لقيادة الحزب.
وأشار المصدر، إلى أن ما تم الآن هو صعود عدد من الأطر الحزبية التي ليس لها تأثير على مستوى المجلس الوطني وعلى مستوى القواعد والتنظيمات الموازية للحزب، وهو ما سيشكل عائقا لهذه اللجنة التنفيذية مستقبلا، من حيث التحكم في الدورة التنظيمية واتخاذ القرارات والمواقف بما يتناسب مع مختلف مستويات الحزب من القيادة إلى القواعد.
وحسب المصدر ذاته، فالجميع ينتظر ما سيسفر عنه التعديل الوزاري المرتقب من حيث الأسماء التي سيتم استوزارها والأسماء التي ستسقط، لكن يختلف الوضع على مستوى حزب الاستقلال، حيث من المحتمل أن يسفر عن هذا التعديل زوبعة داخل التنظيم.
وأكد مصدرنا، على أنه إذا استطاع نزار بركة الخروج من هذه الزوبعة التنظيمية سالما، فسيتقوى تنظيميا وهو ما سيمكنه من الاستمرار في ولايته، وإذا حدث العكس، فسيكون له انعكاسات تنظيمية، إذا لم يستطع تجاوز ما سيحصل عقب التعديل المرتقب، سينتهي الأمر بالمجلس الوطني للحزب إلى عقد مؤتمر استثنائي خلال 6 أشهر القادمة.
تمهيد الطريق لعودة آلـ الفاسي إلى قيادة الحزب
مصدر “الأول”، لم يستبعد أن ما حصل على مستوى اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، هو تمهيد لعودة تيار آل الفاسي إلى قيادة الحزب، حيث أن الأسماء الجديدة التي طرحها نزار بركة لقيادة الحزب، ليس لها ذلك التأثير التنظيمي وهو ما سيجعله متحكما على مستوى اللجنة التنفيذية كأقل تقدير، ويأتي كمرحلة انتقالية تحسم مع القيادات القوية المرتبطة بتيارات الحزب، وهو ما سيضعف الأخيرة على مستوى القرار الحزبي ما سيترتب عنه إبعادها من المشهد تمهيدا لعودة التيار التاريخي للحزب كي يبرز في أفق مؤتمر الحزب القادم.
كما أوضح المصدر ذاته، أن نتائج النقاشات الداخلية لنزار بركة مع القيادات الحالية لتشكيل اللجنة التنفيذية، ستلقي بظلالها على تيارات قوية كتيار حمدي ولد الرشيد، ما سينتج عنه شرخ بين قيادة التيار وباقي القواعد المنتمية له، حيث لم يتمكن هذا الزعيم من ضمان تمثيلية بارزة داخل قيادة الحزب، حيث سيتسلل ذلك الشك من أن قيادة هذا التيار أصبح يتم تجاوزها في كل محطة من قبل الأمين العام للحزب.