عام قاتم بالنسبة إلى الفلسطينيين ينتهي، اليوم الأحد، في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية وضع حد، قريبا، للحرب المستعرة في قطاع غزة، والتي تعتبر الأكثر عنفا في الأراضي الفلسطينية.
ولم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البرية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر “حماس”، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع المحاصر الذين يعانون من تداعيات الحرب اليومية.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يترافق مع عمليات برية، منذ 27 أكتوبر، عن مقتل 21672 شخصا، على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لـ”حماس”، هي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.
وتفرض إسرائيل، منذ التاسع من أكتوبر حصارا محكما على قطاع غزة، الذي كان يخضع أصلا للحصار، منذ العام 2007، تاريخ سيطرة حركة “حماس” عليه، ما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والوقود والدواء، الشيء الذي يجعل قوافل المساعدات اليومية التي تدخل القطاع غير كافية للتخفيف من معاناة السكان، وفق الأمم المتحدة التي أشارت إلى نزوح أكثر من 85 في المائة من سكان غزة، البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة “على بعد أسابيع” فقط من الدخول في مجاعة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكد، يوم أمس السبت، أن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد “حماس” ستستمر “أشهرا عدة”، مجددا تعهده القضاء على الحركة الفلسطينية.
وأضاف في مؤتمر صحفي: “سنضمن أن غزة لن تشكل، بعد الآن، تهديدا لإسرائيل”.
وبينما كان نتانياهو يتحدث، تظاهر أكثر من ألف شخص في تل أبيب للضغط على حكومته لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.
وأتاح اتفاق هدنة استمرت أسبوعا في نونبر الإفراج عن إطلاق سراح 80 من الرهائن الإسرائيليين مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. كما أفرجت “حماس” عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.
وأخرجت المعارك 23 مستشفى و53 مركزا طبيا عن الخدمة، بينما دمرت 104 سيارات إسعاف، وفق وزارة الصحة التابعة لـ”حماس”.
ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار. كما يبحث وفد من حركة المقاومة الفسطينية في القاهرة في مقترح مصري لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل.
وردا على سؤال حول المفاوضات، قال نتانياهو، يوم أمس السبت، إن حماس “أعطت مجموعة من الإنذارات التي رفضناها”، مضيفا: “نشهد تحولا معينا، (لكن) لا أريد إثارة آمال”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وفاقمت حرب غزة التوتر في المنطقة؛ حيث استهدف المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، مرارا، سفنا في البحر الأحمر، عبر ضربات أشاروا إلى أنها نصرة للفلسطينيين في غزة.
وأكد الجيش الأمريكي، يوم أمس السبت، أن مدمرة تابعة له أسقطت صاروخين بالستيين مضادين للسفن أطلقا من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) على وسائل التواصل الاجتماعي أن الهجوم هو الـ23 على سفن تجارية، منذ 19 نونبر، معلنة أنها استجابت لنداء استغاثة من سفينة حاويات دنماركية أصيبت في هجوم آخر.
كما تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادل قصف يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وحذر نتانياهو، يوم أمس السبت، من أنه “إذا كان حزب الله يريد تمديد الحرب، فسيتعرض لضربات لم يشهد مثيلا لها من قبل، كما سيكون الحال بالنسبة لإيران”.
وفي سوريا، قتل 23 مقاتلا مواليا لإيران، يوم أمس السبت، جراء غارات جوية رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون طائرات إسرائيلية نفذتها في شرق سوريا، وقتل أربعة مقاتلين آخرين في شمال البلاد في غارة إسرائيلية، وهو ما لم تؤكده إسرائيل.