توجهت بعثة اقتصادية مغربية رفيعة المستوى إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقيام بزيارة من 3 إلى 5 ماي 2025، في خطوة تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للتعاون الاقتصادي بين المغرب ومصر، تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية وبتنسيق من الكونفدرالية المغربية للمصدرين (ASMEX).
وترأس الوفد المغربي حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس الكونفدرالية، وضم 35 رئيس شركة إلى جانب رؤساء اتحادات مهنية وغرف تجارية وجمعيات اقتصادية وطنية، في تجسيد واضح لتنوع النسيج التصديري المغربي وقدرة ASMEX على حشد مختلف الفاعلين حول رؤية مشتركة للتنمية الاقتصادية.
وشكل منتدى الأعمال المغربي المصري، المنعقد في 4 ماي، أبرز محطات هذه الزيارة، حيث حضره كل من عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، ونظيره المصري حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
ودعا الجانبان، خلال هذا اللقاء، إلى تحويل التحديات الاقتصادية الراهنة إلى فرص لبناء شراكة متجددة قوامها التكامل والاحترام المتبادل.
وأكد الوزير المصري التزام بلاده بتحسين ولوج المنتجات المغربية إلى السوق المصرية، في حين شدد حجيرة على ضرورة تعزيز التعاون الثلاثي الموجه نحو إفريقيا، من خلال شراكات تقوم على الإنصاف والتحديث والانفتاح.
وفي هذا السياق، اعتبر السنتيسي الإدريسي أن “أواصر الأخوة بين المغرب ومصر يجب أن تترجم اليوم إلى شراكات اقتصادية قوية وعادلة ومستقبلية”، داعياً إلى استثمار التكامل الصناعي بين البلدين والانخراط المشترك في الأسواق الإفريقية والأوروبية، خاصة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF).
وقد تميزت الزيارة بتنظيم لقاءات ثنائية مكثفة بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والمصريين، كشفت عن اهتمام كبير بالعرض التصديري المغربي، وتُدرس حالياً مشاريع واعدة في قطاعات متنوعة، من بينها الصناعات الغذائية، والكيمياء، والنسيج، واللوجستيك، والطاقة، وبناء السفن، وتحويل الألمنيوم، وصناعات النظافة.
وتندرج هذه الزيارة في إطار دينامية عمل متواصلة تقودها ASMEX، شملت في مراحلها التحضيرية لقاءات مع السفير المصري بالمغرب، وندوة “زوم بلد مصر”، إلى جانب تعبئة موجهة للمقاولات المغربية.
وتؤكد هذه المبادرة التزام الكونفدرالية المغربية للمصدرين بمواكبة المصدرين الوطنيين في خطوات استباقية مدروسة، ضمن رؤية متكاملة ترمي إلى ترسيخ دبلوماسية اقتصادية فعالة، تنسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى بناء تجارة إفريقية متضامنة وذات سيادة، في خدمة تنمية مشتركة ومستدامة.