تسببت وفاة شاب صحراوي من مخيمات تندوف، داخل سجون النظام الجزائري في ظروف وصفت بـ”الغامضة”، في خلق ضجة عارمة داخل المخيمات تحمل مسؤولية الوفاة لقيادة الانفصاليين، خاصة أن الشاب المتوفى كان يتمتع بصحة جيدة وبنية جسمانية سليمة قيد حياته.
وقال منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخميات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، إنه قد “وصل إلى مخيمات تندوف، خبر وفاة الشاب الصحراوي محمد سالم نفعي الدية (الديان) في السجون الجزائرية في ظروف غامضة، خاصة أن الشاب لم يكن يعاني من أي مرض وكان قوي البنية ويتمتع بصحة جيدة”.
وأكد المنتدى أن “عائلة الفقيد، حملت المسؤولية لقيادة جبهة البوليساريو الإنفصالية، واعتبرت أنها المسؤولة بالدرجة الأولى عن الموضوع، خاصة أن موضوع الوفيات داخل سجون الجزائر يتكرر بين الفينة والأخرى، دون سبب واضح و لا مقدمات، وهو ما يطرح التساؤل حول ظروف اعتقال الصحراويين داخل سجون النظام الجزائري، وتطفو على السطح ظاهرة العنف والتعنيف المعروفة عن أجهزة الأمن الجزائرية، وعلاقتها بما يقع من وفيات غامضة”.
ولفت “فورساتين” الانتباه إلى أن “الصحراويين بالمخيمات يستحضرون بعد حادثة وفاة هذا الشاب، ما وقع لعشرات الشباب والرجال على أيدي السلطات الجزائرية، سواء منها الجيش الجزائري الذي تورط مرات عديدة في القتل المباشر لصحراويين خلال مداهمات مواقع التنقيب عن الذهب، ومنها حالات حرق بعضهم أحيانا بعد رميهم في حفر، أو طمرهم في حفر التنقيب”.
“كما يتذكر الصحراويون بمرارة”، يضيف المصدر ذاته، “ما وقع لمئات الصحراويين المعتقلين في المدن الجزائرية، وبالمطارات وعلى مستوى نقط التفتيش، وما تعرضوا له من إهانة وسحل وتعنيف، والمحظوظون فقط من تتدخل قيادات في البوليساريو الإنفصالية لإطلاق سراحهم، أما البقية فيتعفنون في السجون، وتعاني عائلاتهم في إيجادهم، وتتكلف مصاريف التنقل، وتستغيث بالأقارب لتوفير أموال لتقديمها كرشاوي لبعض الضباط لمعرفة أماكن اعتقالهم، وبعدها يدخلون في دوامة البحث عن محام وما يتطلبه الأمر من مصاريف لبعض سماسرة المحاكم، وبعدها يمكن أن ينجحوا في إخراجه وقد لا يستطيعون”.
وخلص إلى أن “هناك فئة أخرى من الصحراويين المنتمين للمخيمات، ممن يتم اعتقالهم بسبب مواقفهم السياسية، أو معارضتهم لقيادة البوليساريو، أو تسريبهم لملفات وقضايا أو وثائق، هؤلاء يختفون من الوجود، وتظل أساميهم معلقة لا يعرفون هل هم أحياء أم أموات، ولا يعلم مكانهم، ويتم تسريب بعض المعلومات المغلوطة لعائلاتهم بكونهم خرجوا من التراب الجزائري أو اختطفتهم المجموعات المسلحة بمالي أو أزواد أو غيرها، لطمس الحقيقة والتعتيم على مسؤولية الجزائر في استهداف صحراويين من مختلف الأعمار ومختلف المراتب، منهم قياديون ومنهم أناس عاديون، جمعهم مصير واحد، الاختفاء القسري، ولا يستطيع أي كان أن يقدم عنه معلومة واحدة”.