بدأ الإعصار ميلتون، المصنف “خطر للغاية” من الفئة الثالثة على مقياس من خمس فئات تصاعدية، باجتياح سواحل ولاية فلوريدا جنوب الولايات المتحدة ليل الأربعاء.
وصاحب الإعصار رياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة، ما ينذر بليلة طويلة وقاسية على سكان المنطقة التي تعرضت لإعصار مدمر آخر قبل أسبوعين فقط.
وأورد المركز الوطني للأعاصير أن “البيانات تشير إلى أن عين الإعصار ميلتون وصلت إلى اليابسة بالقرب من سييستا كي بمقاطعة ساراسوتا” المكتظة بالسكان، والواقعة على الساحل الغربي لولاية فلوريدا.
وحذر المركز من أمواج مد وجزر يتوقع أن تغمر ساحل الخليج المكتظ بالسكان في غرب فلوريدا، وسط مخاوف من حدوث دمار هائل واحتمال سقوط قتلى.
ومن المتوقع أن يضرب الإعصار ميلتون لاحقا المناطق الداخلية، وصولا إلى المحيط الأطلسي، حيث يمر مساره بمدينة أورلاندو السياحية، موطن عالم والت ديزني.
وفي المدن الواقعة على طول الساحل الغربي لولاية فلوريدا، عصفت الرياح بشدة وهطلت الأمطار بغزارة. وفي مدينة ساراسوتا القريبة من سييستا كي، تسببت الزوابع بتطاير ألواح الزجاج من المباني الواقعة على الواجهة البحرية، في حين كانت الشوارع مهجورة.
وكانت الرياح عاتية لدرجة أن الأشجار انحنت بالكامل تقريبا، إذ بدت بالكاد قادرة على تحمل شدة هذه الزوابع. وأغلقت المتاجر أبوابها التي تم تدعيمها بأكياس من الرمل، وكتب أحدهم على لوح خشبي ثبت على نافذة مبنى قديم من الطوب الأحمر: “ارفق بنا يا ميلتون”.
“الوقت حان لاحتماء الجميع”
وقبيل وصول عين الإعصار إلى سواحل فلوريدا، صرح رون دي سانتيس حاكم الولاية خلال مؤتمر صحفي: “حسنا، لقد وصلت العاصفة. حان الوقت للجميع للاحتماء”.
وقال دي سانتيس “إن الأوان فات، وأصبح من الخطر للغاية إجلاء أي شخص”، داعيا بالتالي الناس إلى ملازمة أماكنهم والصمود في وجه العاصفة أينما كانوا. وأضاف الحاكم: “ابقوا في الداخل، وابتعدوا عن الطرق. مياه الفيضانات والأمواج المرتفعة خطرة للغاية”.
وبسبب الإعصار، أغلق مطارا تامبا وساراسوتا حتى إشعار آخر.
ويذكر أن الإعصار ميلتون وصل بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمر هيلين الذي ضرب فلوريدا وولايات أخرى في جنوب شرق البلاد، وخلف دمارا جسيما وخسائر بشرية فادحة.
(أ ف ب)