يحل المنتخب الإنجليزي، الذي خسر نهائي بطولة أمم أوروبا 2020، بألمانيا حاملا لطموحات كبيرة، حيث يعتبر واحدا من الفرق المرشحة للتتويج بنسخة 2024.
ويبدو هذا المنتخب متعطشا لتتويج أوروبي تأخر طويلا تحت قيادة غاريث ساوثغيت، علما أن الخبراء يعتبرون أن التركيبة الحالية تعد أفضل فريق يمتلكه المدرب خلال السنوات الثماني التي قضاها على رأس التشكيلة.
وعلى الخصوص، يسطع نجم لاعب متميز في صفوف هذه النخبة: جود بيلينغهام الذي تحول، منذ انضمامه إلى ريال مدريد الصيف الماضي، من شاب واعد إلى أحد أفضل اللاعبين في العالم.
تسديدات بعيدة، مراوغات رشيقة، صمود أمام الضغط، لياقة بدنية عالية، ثقة، إيثار وحس تهديفي قاتل. تلك قائمة طويلة من خصائص اللاعب الذي يعلق عليه الإنجليز آمالا عريضة.
وبعد فوزه بالبطولة الإسبانية وعصبة الأبطال رفقة النادي الملكي، توج بيلينغهام بجائزة أفضل لاعب شاب لهذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، برصيد أربعة أهداف وخمس تمريرات حاسمة، بما في ذلك تمريرة حاسمة في نهائي ويمبلي. كلها مؤشرات تضع عليه عبئ الدفع بالمنتخب لتحقيق أحلام الجمهور الإنجليزي.
وإلى جانب جود، يمكن لساوثغيت الاعتماد على رقم صعب في الكرة الأوروبية، هو هاري كين الذي تأقلم مع أجواء بايرن ميونيخ، حيث سجل 36 هدفا في 32 مباراة، مما جعله هداف الدوري الألماني في أول موسم له.
ولا تقف قائمة المواهب عند هذا الحد. فقد وقع فيل فودين على موسم استثنائي أكسبه لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن أبهر الجميع بصفات الجناح الثاقب. وإلى جانب سرعة بوكايو ساكا في الجناح المقابل، فإن القطاع الهجومي للأسود الثلاثة كاف لزرع الرعب لدى دفاع المنافسين.
ويشعر المشجعون الإنجليز بالاطمئنان من الأداء الجيد خلال التصفيات. فقد احتلت إنجلترا المركز الأول في مجموعتها دون أي هزيمة، وخصوصا بانتصار مزدوج، ذهابا وإيابا، على الإيطاليين، أبطال أوروبا.
ومن الواضح أن القرعة كانت رحيمة بأصدقاء جوردان بيكفورد. ويبدو أن الدنمارك تشكل أصعب اختبار في دور المجموعات، في حين أن المنتخب الإنجليزي، على الورق على الأقل، سيكون المرشح الأوفر حظا أمام صربيا وسلوفينيا في المجموعة الثالثة.
وبعد الخروج من الدور ربع النهائي في كأس العالم بقطر والهزيمة في نهائي بطولة أوروبا 2020، فإن هذه البطولة ستكون حاسمة في تحديد رصيد ساوثغيت. فالرجل، الذي قاد منتخب إنجلترا للأمل بين عامي 2013 و2016 قبل أن يتولى قيادة الفريق الأول عن طريق الصدفة تقريبا، مر بمرحلة بناء شاقة، لكنه تمكن من تشكيل فريق لديه لعبة هوية وليس مجرد تجمع عقيم من النجوم.
لقد أعاد المدرب البالغ من العمر 53 عاما بناء صورة ناصعة للمنتخب الإنجليزي، لكن الغياب عن منصة التتويج لازال مصدر شعور بالمرارة لدى الجمهور التواق إلى تجديد الوصل بالألقاب.