رحلة برشلونة التصاعدية مع تشافي تواجه العديد من الصعوبات في سوق الانتقالات
رباعية في مرمى ريال مدريد وتحسن واضح في مستوى الفريق بنسق تصاعدي لأول مرة في الموسم، كانت تلك محصلة ما فعله تشافي مع نادي برشلونة بعد توليه المسؤولية.
نعم يا صديقي كل ما فعله المدير الفني الإسباني الجديد لُخص في سطر واحد، لكن التفاصيل تحتوي على الكثير من الأشياء التي لا بد من تحليلها.
بالطبع نحن لن نتحدث عن رباعية مدريد، لأن هذا هو الوضع الطبيعي للقاءات الكلاسيكو حينما يكون البلوجرانا في حالته الطبيعية.
لكننا بحاجة لمناقشة وضع برشلونة من حيث الأسماء الباقية أو الراحلة في الفريق، نحن بصدد الحديث عن “مشروع تشافي” الذي لا يعلم عنه أحد حتى الآن.
جواهر ثمينة
في الآونة الأخيرة ربط برشلونة بعض الأسماء في فريقه بعقود طويلة الأجل، مثل المدافع رونالد أراوخو ومتوسط الميدان بيدري والجناح الهجومي أنسو فاتي.
وتشير الأنباء إلى اقتراب تمديد عقد جافي هو الآخر، وفي الحقيقة هذه التحركات تعني الكثير لمشجع البلوجرانا.
فبعد السنين المتواصلة من التخبط مع سياسة جوسيب بارتوميو التي تفتقد للسياسة من الأساس، والتي تم فيها تهميش دور أكاديمية لا ماسيا، أخيرًا ظهر بعض الأسماء الشابة التي يمكن البناء عليها.
لابورتا ليس الرجل الذي يمتلك الصفات القيادية الثقيلة، لكنه يعطي المهمات إلى أصحابها، وماتيو أليماني حتى الآن يثبت جودته في ملف بقاء أفضل الأسماء في الفريق.
على الجانب الآخر، أوضح تشافي أكثر من مرة أنه بحاجة إلى استمرار عثمان ديمبيلي، والأخير بات يماطل الجميع حتى يصل إلى أكبر مبلغ يمكن تحصيله.
في الحقيقة برشلونة يحتاج إلى هذا الشاب، والمشكلة أنني لم أكن لأتخيل أبدًا أني يومًا ما سأقول إن عثمان هو أمل برشلونة في السنوات القادمة.
فبعد مستوياته المترنحة وتعاقداته مع المستشفيات، حول تشافي ديمبيلي إلى وحش يلتهم الأخضر باليابس، وهذه النسخة المتطورة لا بد وأن يحافظ عليها برشلونة.
البناء يبدأ من الخلف!
يمتلك برشلونة بعض الأسماء الجيدة في متوسط الميدان والخط الهجومي، فيما يرغب الفريق في تدعيم صفوفه بضم روبرت ليفاندوفسكي أو برناردو سيلفا مستقبلًا، ويبدو أن الاهتمام لا ينصب على خط الدفاع.
فبعد الحديث المتواصل لأيام عن ضم أندرياس كريستنسن أو سيزار أثبيليوكويتا، انخفضت تلك النغمة وبات الكل يركز فقط على ما سوف يحدث في صفقة المهاجم البولندي.
المشكلة أن الكل ينسى أن هناك مشكلة أعمق بكثير في حراسة المرمى، فمع رحيل نيتو المرتقب وتدهور مستوى تير شتيجن، لم يبق أمام تشافي سوى العائد من الإعارة إيناكي بينيا.
قد يكون بينيا حارس مميز للغاية، وهي حقيقة بالفعل، لكن وضعه في هذا المستوى بتلك السرعة قد يضع العديد من الضغوطات عليه، خاصةً وأن برشلونة الموسم المقبل بات مطالبًا بالمنافسة على لقب الدوري.
المشهد الذي أمامنا أشبه بما صوره الممثل سمير غانم في مسرحية “المتزوجون” حينما قال “جيت أظبط الجاكتة، البنطلون ضرب”.
نحن أمام سوق انتقالات كتالوني كل ما يشاع فيه هو الحديث حول ضم بعض الأسماء الهجومية، والكل يتناسى أن هناك مصائب تحدث في خط الدفاع.
نحن حتى الآن لا نعلم ما هو مصير جوردي ألبا، فهل سيتم الاعتماد عليه بصورة أساسية للموسم المليون على التوالي، وننتظر منه أن يتحول إلى مارسيلو أو حتى أبيدال؟
أم سيتحرك البلوجرانا ناحية فالنسيا لضم لويس جايا، وهو ما قد تناولته الصحف في الفترة الماضية.
الشاهد من كل ذلك أن برشلونة إن غامر واستخدم الحارس إيناكي من ضمن مجموعة الشباب الواعدة، فهو لا يزال في حاجة لتطوير عناصر دفاعه، على الأقل يريد ضم قلب دفاع ليداور في اللعب مع جيرارد بيكيه، وظهير دفاعي أيسر.
لا تمس جوهرة هولندا!
الحقيقة أن التفاوض مع برناردو سيلفا هو أمر مغري للغاية، نحن نتحدث عن لاعب يمتلك كل الخصائص التي تتيح له أن يلعب في برشلونة.
لما لا وهو تلميذ ممتاز في مدرسة بيب جوارديولا التي أخرجت العديد من المواهب الاستثنائية في عالم كرة القدم.
لكن فكرة أن يتم ربط قدوم سيلفا برحيل دي يونج؟ الحقيقة هذا عبث، فرينكي هو أحد أهم القطع حاليًا في برشلونة، فيمكننا الحديث عن مغادرة بعض الأسماء مثل لوك دي يونج، أو ممفيس ديباي، لكن متوسط ميدان أياكس السابق هو حجر البناء.
نحن نتحدث عن لاعب شغوف بتواجده في برشلونة، يعشق النادي ويحاول بذل كل المجهودات الممكنة لنجاح المنظومة.
كما أنه مناسب للغاية للأفكار التي يريد تطبيقها تشافي، فأعتقد أن بيعه سيرجع الفريق خطوة إلى الوراء، في الوقت الذي لا بد فيه من أن يندفع برشلونة إلى الأمام.
مشروع تشافي
الحقيقة عندما أسمع كلمة “مشروع تشافي” أضحك لبعض الوقت، ليس لأن تشافي غير مؤهل لهذه الفكرة، أو لأن برشلونة فريق لا يعتمد المشاريع.
الحقيقة أن برشلونة هو أساس المشاريع الناجحة في كرة القدم، وهو المرجعية الأساسية لكافة الفرق في العالم في كيفية إدارة المنظومة.
ولكن الضحك يأتي بسبب “نصب” لابورتا علينا طوال الفترة الماضية، فبعد أن أوهم الجماهير لفترات طويلة أن ميسي سيبقى، رحل البرغوث.
وبعد الأخبار المنتشرة حول ذهاب تشافي لمقابلة إرلنيج هالاند وإقناعه له بمشروع برشلونة، لم تتم الصفقة لأننا لا نملك الأموال.
فأنا أدرك أن تشافي له مشروعه الخاص، وأدرك أيضًا أنه يحاول جاهدًا أن ينجح في هذه المنظومة، لكن السنين الأخيرة لم تكن لطيفة أبدًا على عشاق البلوجرانا.
شيء يدفعك إلى الشك المستمر فيما سيحدث في المستقبل، يجعلك تتوخى الحذر قبل أن تلقي كلمات الدعم على المسؤولين.
ولكن في النهاية، تشافي هو من بعث الأمل في نفوسنا من جديد، من الوارد أن يكون قد صادف تواجده في فترة هي من أسوأ ما مر علينا مؤخرًا، لكنه في الأخير يبقى أسطورة النادي الذي لا نشكك أبدًا في عشقها للفريق ولا قدراتها