الثلاثيات الهجومية أصبحت تلعب دورًا أساسيًا في تفوق العديد من الفرق.
تعتمد كرة القدم وخططها الحديثة على الثلاثيات الهجومية بشكل كبير، خاصة مع وجود لاعبين بخصائص مختلفة في كل فريق، وهو ما يضمن التنوع في الأفكار الهجومية وخلق الفرص.
وشهدنا خلال العقد الأخير بداية من 2012 وحتى 2022 عددًا من الثلاثيات الهجومية التي صنعت الفارق بحق في أنديتها، وكانت وبالًا على مدافعي الأندية الأخيرة.
ولعل أحد أبرز الثلاثيات الهجومية في السنوات الأخيرة، كانت تلك التي تشكلت في نادي ليفربول الإنجليزي، وجمعت بين المصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني، والبرازيلي روبيرتو فيرمينو.
تلك الثلاثية الهجومية المثيرة للاهتمام تشكلت في صيف 2017، عندما وصل محمد صلاح إلى ملعب “أنفيلد” قادمًا من روما الإيطالي، ليكمل المثلث الهجومي في فريق المدرب الألماني يورجن كلوب.
ثلاثي ليفربول الهجومي، وبعد خمسة مواسم من التألق والنجاحات والبطولات، تفكك أخيرًا بعد قرار ماني بالرحيل متجهًا صوب بايرن ميونخ الألماني.
وأعاد ثلاثي ليفربول إلى الأذهان ذكريات اثنين من أكثر الثلاثيات الهجومية تألقًا خلال العقد الأخير، والأمر يتعلق بثلاثي “MSN” في نادي برشلونة، وثلاثي “BBC” في ريال مدريد.
ثلاثي برشلونة، المكون من ليونيل ميسي، ولويس سواريز، ونيمار دا سيلفا، تشكل في صيف 2014، عندما انضم الأورجوياني إلى ملعب “كامب نو”.
وتفكك ذلك الثلاثي في صيف 2017، عندما انتقل نيمار إلى باريس سان جيرمان في صفقة بقيمة 222 مليون يورو.
أما ثلاثي ريال مدريد، التي تألف من كريم بنزيما، وجاريث بيل، وكريسيتانو رونالدو، فقد تشكل في صيف 2013 عندما انضم الويلزي إلى النادي الملكي.
فيما تفكك هذا الثلاثي في صيف 2018، عندما رحل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي في صفقة قدرت بحوالي 100 مليون يورو.
ولطالما تمت مقارنته ثلاثي ليفربول المذهل مع خطي هجوم ريال مدريد وبرشلونة، بقيادة “BBC” و”MSN” على الترتيب.
المقارنة بين أرقام كل ثلاثي قد لا تكون منصفة تمامًا، بالنظر إلى طرق اللعب المختلفة التي تم استخدامها في كل فريق، والخصائص الفردية للاعبين.
“MSN” الثلاثي المتفاهم
فترة ثلاثي “MSN” في برشلونة لم تستمر أكثر من ثلاثة مواسم، خلال الفترة من 2014 وحتى 2017، لكنه كان ثلاثيًا مرعبًا بحق لجميع المنافسين.
برشلونة أحرز خلال تلك الفترة الثلاثية التاريخية، بحصد الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا في موسم 2014-15.
وشارك ثلاثي “MSN” في 181 مباراة مع برشلونة، حقق الفريق الانتصار في 138 منها بنسبة 76.2%.
الثلاثي سجل سويًا 519 هدفًا، حيث سجل ميسي 153 هدفًا، فيما تمكن سواريز من تسجيل 121 هدفًا ونيمار 90 هدفًا.
المثير في هذا الثلاثي كان التفاهم الكبير على أرض الملعب، وإنكار الذات في الكثير من الأحيان، لدرجة أن تجد ميسي يهدي ركلات جزاء إلى سواريز أو نيمار في حالة غياب أحدهما عن التسجيل لبعض الوقت.
“BBC” الثلاثي المتكامل
ثلاثي هجوم ريال مدريد خلال الفترة من 2013 وحتى 2018 كان متكاملًا بحق، خاصة فيما يتعلق بإكمال النواقص في بعضهم البعض.
بنزيما كان يقوم بدور المحرك الأول للعمليات، وسحب الدفاع وإخلاء المساحات أمام رونالدو أولًا وبيل ثانيًا.
فيما كان “صاروخ ماديرا” بمثابة ماكينة تسجيل لا تهدأ، سواء من الضربات الثابتة أو من ألعاب مركبة.
ثلاثي “BBC” خاض معًا 293 مباراة مع ريال مدريد، فاز الفريق الملكي في 210 منها، أي بنسبة انتصار تتجاوز 70%.
فيما تمكن ريال مدريد خلال تلك الفترة من تسجيل 784 هدفًا، أي ما يعادل تقريبًا ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة.
واللافت للنظر، أن ثلاثي “BBC” تمكن من تسجيل 442 هدفًا من ذلك الإجمالي، أي بنسبة تصل إلى 65.3%.
ما يعيب هذه الثلاثية، كان إهدار بنزيما للعديد من الفرص في الكثير من الأحيان، وأيضًا أنانية رونالدو المفرطة.
صلاح، فيرمينو، ماني .. الثلاثي المتناقض
ثلاثي هجوم ليفربول كان مصدر قلق كبير لكل الأندية التي واجهت “الريدز” خلال المواسم الماضية، خاصة لما يتمتع به الثلاثي من قدرة هائلة على الضغط من الأمام، واستغلال أنصاف المساحات، والإنهاء المميز للهجمات.
ثلاثي ليفربول منح “الريدز” لقب الدوري الإنجليزي في موسم 2019-20 بعد انتظار استمر 30 عامًا، كما حصل الفريق على لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-19 بعد سنوات أيضًا من الغياب، إلى جانب عدد آخر من الألقاب.
لكن أكثر انتقاد وجه إلى هذا الثلاثي، كان الأنانية المفرطة وحب الظهور، خاصة من قبل صلاح وماني، على العكس من فيرمينو الذي كان يحاول دائمًا تفضيل مصلحة الفريق.
وباحتساب كل لاعب بصورة منفردة، فقد لعب ثلاثي ليفربول 730 مباراة مع “الريدز” ظهروا في 640 مباراة بصورة أساسية، و90 مباراة كبدلاء.
وتمكن الثلاثي مجتمعًا من تسجيل 338 هدفًا من بينها 24 ركلة جزاء، وقدموا 155 تمريرة حاسمة.
من هو الثلاثي الأفضل؟
فيما يخص الأهداف والتأثير، فإن كل ثلاثي من الثلاثيات السابقة كان له دور واضح في البطولات التي حققتها أنديتهم خلال فترة تواجدهم.
لكن الأهم ربما من الأهداف والبطولات، كان التفاهم على أرض الملعب وخارجه، وهو ما امتلكه ثلاثي “MSN”، ويكفي أن نجد أن صداقة ميسي وسواريز مستمرة لسنوات عديدة، وكذلك علاقتهما مع نيمار طيبة للغاية.
ولعل العلاقة بين ميسي ونيمار هي ما ساعدت في الأساس على قبول الأرجنتيني للانتقال إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021.
العلاقة الطيبة بين ثلاثي “MSN” خارج الملعب انعكست بشكل واضح على الملعب، وكانت عاملًا مؤثرًا في تفاهم الثلاثي والأهداف المذهلة التي سجلوها سويًا