© حقوق النشر : Adil Gadrouz / Le360
يحتل المخرج السينمائي هشام العسري، مكانة مميزة داخل السينما المغربيّة، لكون أفلامه تتجاوز البعد الترفيهي الذي عادة ما تنطبع به الأفلام، من خلال الارتكاز على مفاهيم فكريّة تتعلّق بالتاريخ والسياسة والذاكرة والواقع.
فهذا المفهوم يعتبر صاحب “ضربة في الرأس” ضرورة مُلحّة لمواصلة فعل الكتابة والرسم والإخراج، وبالتالي، لا يستطيع الاشتغال على أيّ عملٍ لا يُحبّه، وهذا هو السرّ في نجاح أعماله السينمائية، لأنّه يعتبر نفسه يتعلّم بشكل يومي ويُغذي وجدانه الفنّي وذائقته الفكريّة.
ورغم نجاح أفلامه السينمائية، يعتبر صاحب “البحر من ورائكم” أنّ هذا التعدد الفنّي لا يُؤثّر عن صورته كمخرج سينمائي، لكونه يُحبّ “التجريب” الذي يقوده دوماً إلى اكتشاف أشياء خفيّة في جسده، لكنّ العسري لا يخاف مع ذلك أن يضيع داخل دوامات بصريّة، لأنّ الخطأ قد يقوده إلى ابتداع أشياء أخرى كبيرة.
ورغم مساحة الحرية المُشرعة في السينما مقارنة بالتلفزيون، فإنّه عمل جاهداً على اختيار صُوَره، حتّى تبقى مختلف ومنفلتة من قبضة التكرار الفنّي، فالتلفزيون لا يتيح لك مساحة للاشتغال وقول ما تُريده، لأنّها يدخل بيوت الناس، وبالتالي، لا تستطيع فرض أفكارك من خلال ذلك.
ويُضيف صاحب “هم الكلاب” بأنّ علاقة سينماه بالتاريخ تبقى أساسية، فهو يعتبر نفسه ليس مُؤرّخاً، من ثمّ، يستحضر التاريخ باعتباره وجهة نظرٍ شخصية يعمل من خلاله على استحضار الوقائع والشخصيات وإعادة تخييل وجعلها تمتطي سيرة المُتخيّل السينمائي. كما أنّ الحوار في أعماله ليس مُهمّاً، لأنّه في نظره “ضوضاء” وأنّ الصمت يُتيح للمُشاهد إمكانية التفكير والإحساس، ما يجعل الموسيقى التصويرية أحياناً بمثابة عمل مُستقلّ داخل الصورة، لكونها لا تعمل على شرح الأحداث أو الدفع بالمُشاهد إلى فهمها واستيعابها.
تصوير وتوضيب: عادل كدروز