© حقوق النشر : DR
أكد الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية، جمال الدين البوزيدي، أن الإقبال الكبير على تدخين السيجارة الإلكترونية الملاحظ في الآونة الأخيرة، خاصة في صفوف المراهقين والشباب، راجع للدعاية الزائفة التي تزعم بأنها بدون أضرار.
وأوضح بهذا الخصوص أنه رغم عدم وجود دراسات مؤكدة حاليا تبين الأضرار الحقيقية الناجمة عن تدخين السيجارة الالكترونية، إلا أن ما خلصت إليه العديد من الأبحاث العلمية يؤكد أن المواد الكيميائية والنكهات التي تحتوي عليها السيجارة الإلكترونية تشكل خطرا على صحة المدخن عند تسخينها واستنشاقها بصورة متكررة.
وأشار الأخصائي إلى أن الترويج للسيجارة الإلكترونية على أنها بديل أكثر أمانا مقارنة بالسجائر العادية يندرج في إطار الاستراتيجيات التواصلية التي تعتمدها شركات التبغ بعدما أصبحت محاصرة بشكل كبير من طرف العلماء، خاصة بعدما تم إجبارها على كتابة عبارة “التدخين يقتل” في جميع علب السجائر “ومن ثم فهي تسعى للتحايل على ذلك من خلال ابتكار بدائل أخرى لا تقل خطورة، في الواقع، عن السيجارة العادية”.
كما أبرز أن الشركات العالمية للسيجارة الإلكترونية توجه حملاتها الإشهارية نحو فئة المراهقين بالخصوص، من خلال الترويج لأشكالها المبتكرة والنكهات المتعددة والحلوة التي تحتوي عليها، من أجل تشجيعهم على شرائها واستهلاكها رفقة أقرانهم، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات أظهرت أن الاستخدام اليومي للسيجارة الإلكترونية من طرف المراهقين يليه في كثير من الأحيان تدخين السجائر العادية والإدمان على النيكوتين.
ودعا الدكتور جمال الدين البوزيدي الشباب المغربي إلى عدم تدخين السجائر العادية ولا الإلكترونية على حد سواء بالنظر لخطورتها والتأثيرات الصحية التي لا يحمد عقباها، خاصة مع التقدم في السن، مسجلا بهذا الخصوص أنه “في السابق كنا نلاحظ أن الأمراض الناجمة عن التدخين، ولاسيما الانسداد الرئوي المزمن وتكون فقاعات الهواء في الرئتين والسرطان، كانت تظهر بعد سن الأربعين. أما الآن، فقد أصبحت تظهر قبل سن الثلاثين بسبب إقبال الشباب على السجائر في سن جد مبكر والتدخين بشراهة”.
وإضافة إلى التدخين، حذر الأخصائي أيضا من تعاطي المخدرات بكل أشكالها، وكذا من النرجيلة (الشيشة) التي يلاحظ أيضا الإقبال المتزايد على تدخينها، رغم كونها أخطر من التدخين ولها أضرار صحية عديدة.
وخلص الدكتور جمال الدين البوزيدي إلى الدعوة لتنظيم حملة توعوية واسعة النطاق، بمشاركة مختلف المتدخلين، ولاسيما السلطات العمومية والمؤسسات العلمية ذات الطابع الطبي ووسائل الإعلام، من أجل تحسيس المراهقين والشباب وباقي شرائح المجتمع بمخاطر التدخين بصفة عامة وتدخين السجائر الالكترونية بصفة خاصة.