بسبب الحرب المدمرة التي تستمر روسيا في شنها على بلادهم، اضطر ملايين من الأوكرانيين إلى الفرار خارج البلاد، حيث وصل بعضهم إلى المغرب طلبا للأمان الذي صار مفقودا في موطنهم.
ومن بين هؤلاء إرينا هيندينا ووالدتها فالنتينا اللتين وصلتا من خاركيف إلى الدارالبيضاء، حيث يقيمان عند أحد الأقارب. وتأشيرة سفرهما تنتهي في الـ 30 من ماي الجاري وفق ما أورده تقرير مراسل شبكة “ايه ار دي” الألمانية بالرباط.
وتقول فالنتينا هيندينا بأنها لم تتصور يوما أن تكون مجبرة على الهروب إلى الخارج. هذه الصيدلانية عمرها 64 عاما وصلت قبل أربعة أسابيع عبر المجر وإسطنبول إلى الدارالبيضاء. وتقول المرأة المتقاعدة، إنها ستعود إلى وطنها بعدما تنتصر أوكرانيا في الحرب.
ابنتها إيرينا لا تبدو مستقرة فهي تتأرجح بين الشعور بالحزن والعجز من جهة، ومن جهة أخرى مرتاحة لوصولها إلى شاطئ النجاة، وتقول، “كنت سعيدة بالوصول إلى هنا عند شقيقتي وتنفس الهواء العادي دون دخان ورؤية السماء الزرقاء ولا وجود لدبابات أو قنابل. نحن كنا نسكن في منطقة سالتافكا البعيدة بنحو 30 كيلومترا عن الحدود الروسية. وكانت المخاطر تحدق بنا من جراء الهجمات الجوية والقنابل والحرائق، وكان ينتابنا خوف كبير”.
إيرينا ووالدتها قضتا العديد من الساعات في محطة مترو الأنفاق قبل هروبهما في الـ 7 من مارس للاحتماء من القنابل. وتكشف إيرينا عن صورة في هاتفها النقال تبين نظرة من الشقة في الطابق التاسع لمسكنها: منشأة صناعية تحترق وخزانات زيوت كبيرة تحترق في تفسير للهيب النيران في الأفق. وعندما عثرتا أثناء التسوق على رصاصات فارغة، قررت إيرينا ووالدتها الهرب إلى أختها إيلينا في الدارالبيضاء.
وبعد تخطيهما بعض العقبات حصلتا في المجر على تأشيرة السفر إلى المغرب. وتقول إيرينا، “أتمنى أن نتمكن من تحويل تأشيرة الزيارة إلى تأشيرة عائلية حتى نتمكن من البقاء أطول”.
وعلى كل حال حصلت إيرينا ووالدتها على تأشيرة سفر، لأن الأمر ليس بتلك السهولة. وفي الوقت الذي يتمكن فيه مواطنون روس بدون إشكالية من الحصول على تأشيرة سياحة في المغرب، يبقى الأمر صعبا للأوكرانيين والأوكرانيات باستثناء إذا كان لديهم أقارب في المغرب.
ويسجل التقرير أن فيكتوريا بيتريشكوفيتش البالغة من العمر 21 عاما أرسلتها عائلتها إلى الأمان في الخارج، وهي تترقب في جنوب إسبانيا الالتحاق بصديقها في المغرب. وتقول فيكتوريا “ليس لدي إمكانية جمع كل الوثائق الضرورية. ولا أفهم كيف أن الروس يحق لهم الدخول إلى المغرب وليس بإمكان الأوكرانيين فعل ذلك”. وفيكتوريا تتساءل كيف يمكن للشخص أن يحصل على شهادة حسن السيرة إذا كانت المؤسسات المعنية مغلقة في أوكرانيا أو دُمرت بالكامل.
ويكتنف الغموض مستقبل إيرينا ووالدتها في الدارالبيضاء لأن تأشيرة سفرهما تنتهي صلاحيتها في الـ 30 من مايو. ونحو 120 امرأة أوكرانية متزوجات في المغرب وجهن رسالة إلى وزارة الخارجية المغربية للحصول على اللجوء لصالح ذويهن الفارين. وماذا لو لم تنجح المبادرة؟ إيرينا هيندينا لا تريد التفكير في ذلك.